في شوارعها
بين البيوتِ والمنازلِ
حاوياتٌ،
مر بجانبها، زائرْ..
حتى يتمم دينهُ
فينهي الطقوس
ويختتم الشعائرْ..
كان هذا
في الصباحِ الباكرْ..
على أرصفة المدينةِ
رمالٌ، غبارٌ
أسيادٌ لا سيداتْ..
وألفُ تاجرْ..
يساومونَه،
لا يأبهون لرائحة المكانِ
أو للمظاهرْ..
كان ذلكَ
قبلَ ظهرٍ، ماكرْ..
في المدينةِ عشرات المعابدِ
وأعدادُ مآذنْ..
تهللْ تكبرْ
تهدي كل عابرْ..
وفيها المؤمنون والمتقونْ
لا يمرّها فاجرْ..
لا قبل الصلاةِ
ولا بعد ظهرها الغادرْ..
هو في مشهد أبيضْ
يمشي حتى أقدس حجرٍ..
معه مليونٌ ومليونُ مسافرْ..
يدورُ
يجولُ
يطوفُ
وبعد الرجمِ يغادرْ..
ينتظرُ غياب الشمسِ
حتى ليلٍ جائرْ..
علتْ أنوار المدينةِ
صمتت تكبيراتُ المعابدْ..
علا الهلال قبة التلِّ
وظلامُ الليلِ، سائدْ..
وقاهرْ...
مشى بينَ الحاوياتِ
والمنازلِ والشرفاتِ
وكل الكبائرِ والصغائرْ...
وفي البيوتِ جارياتْ..
ساقياتٌ
عارياتٌ زانياتْ..
دخل بيوتاً جاهلاً ما فيها
حتى كلمة سكر قد نسي معانيها
لأنه زائرْ..
بعد يومٍ
رآه من في البيتِ
والغرفاتِ والسرائرْ..
قتلوهُ كي يحفظ السرّ
فيُدفن
ولا يجاهرْ..
وعادوا كما في الصباح الباكرْ..
مآذنهم تكبرْ..
قد اختفتِ الحرائرْ..
في المدينة كل الناسِ ماجنةٌ،
أما هو،
فكافرْ..